بعد أن أكملت دراستي الثانوية .. تقدمت بأوراقي للالتحاق بالجامعة ، ولكن كان هناك أمر جديد . . فقد تقدَّم لخِطبتي شابٌ يدرس في أمريكا .. وتمَّت الموافقة .
لابد من السفر إلى بلاد الغربة .. فرحت بذلك فرحا عظيما .. سأعيش في أمريكا ، وفعلا تزوجت وذهبت إلى أمريكا وتمتَّعت بشهر العسل كما يقولون .. مرَّت الأيام حلوة وجميلة ..
شاهدت معظم المناطق في أمريكا .. لكن أيام الصفاء لم تدم طويلا .. كنا مهملين في كل شيء .. حتى أداء الصلاة .. الشيء الوحيد الذي كنا نحرص عليه .. أن يكون لدينا ثقافة عن كل شيء .. وبدأ الخلاف وزاد بيني وبين زوجي .. مما جعله يقضي معظم وقته خارج المنزل .. خاصة في الليل .
لم نرزق بأطفال تلك السنوات الثلاث .. وهذا ساعد على اتساع حدة الخلاف بيننا .. عندما عدنا لزيارة الوطن .. لاحظ أهلي الضعف والإرهاق عليّ .. قررت أن أصارح
والدتي بكل شيء .. بدورها نقلت الصورة كاملة إلى والدي .. طلَبْت الطلاق .. وبعد أخذٍ وردّ انتهت الأيام المزعجة ..
ومما زاد كراهيتي له .. طلباته عند الطلاق .. على الرغم من أنني سانَدْته في دراسته .. ودفعت له من مبالغ كانت معي .. بل إن مُرتَّبي كاملا ثلاث سنوات كان بيده ..
عُدْت لحياتي .. وكأنَّ ما مر بي حُلُم .. أو كابوسٌ مزعج .. مع بداية العام الدراسي الجامعي .. تقدمت إلى الجامعة .. وأبديت رغبةً في الانضمام إلى قسم اللغة الانجليزية .. ولكن شاء الله أن أقابل إحدى زميلاتي في المرحلة الثانوية ..
وبعد السلام الحار .. والسؤال الطويل .. أخبرتها أنني أحمل أوراقي للانضمام إلى قسم الانجليزية .. زميلتي لم يبقَ على تخرُّجها سوى عامٌ دراسي واحد .. وتدرس في قسم الدراسات الإسلامية .
من خلال وقفتنا البسيطة استطاعت أن تقنعني بالانضمام إلى قسم الدراسات الإسلامية .. وقالت : إن هناك ما يرضيك من النشاطات اللا منهجية .. من محاضرات وندوات وهذا الجانب اللا منهجي .. أعادني إلى مرحلة الطفولة حيث كنت أحب تلك النشاطات .
واتَّكَلْت على الله كما قالت : لا تترددي .. وبسرعة كبيرة لم أكن أتوقعها .. أصبحْتُ عضوةً نشطة في هذا القسم .. أصبحت أشارك في إعداد الندوات وفي ترتيبها .. كما أن المجموعة التي كنت معها يطغى عليها جانب المرح .. وهذا ما فقدته منذ ثلاث سنوات .
رجعت لي صحَّتي .. وعادت الحياة تدُبُّ في عيني .. لا وقت لديّ فأنا أُعِدُّ بحثا .. أو أراجع مقرراتي الدراسية .. وأحيانا أقوم بالتحضير لإلقاء محاضرة على زميلاتي لمدة عشر دقائق ..
أصبحت لديَّ همة كبيرة وعزيمة صادقة .. قررت مع مجموعة من زميلاتي .. أن نحفظ القرآن .. وبدأنا في حفظ القرآن .. وعكفت على كتب العقيدة والفقه ..
فسبحان الله عندما سافرت لأمريكا كنت أعتقد أنني في قمة السعادة .. ولكنني عرفت أن البعد عن الله ليس فيه سعادة مطلقاً .. امتدَّ نشاطي إلى بيتنا .. بدأت أختي تحفظ القرآن معي .. خصَّصت جزءاً من وقتي لكي اقرأ على والدتي ما يفيدها .. لا أذهب إلى زيارة أحد إلا ومعي مجموعة من الأشرطة الإسلامية .. لم أضع مناسبة دون فائدة .
تقدَّم لخطبتي الكثير .. كان أهمهم بالنسبة لي أخٌ لإحدى زميلاتي .. رفضْت وأخبرتها أنني عاهدت الله أن لا أتزوج حتى أحفظ القرآن كاملاً .. أنهيت دراستي الجامعية .. وعُيِّنت في مدرسة قريبة من منزلنا ..
واستمر نشاطي اللا منهجي في المدرسة .. وقد حفظت القرآن ولله الحمد .. وجاءتني زميلتي التي وعدتها بالزواج بعد حفظ القرآن .. وفعلاً تم الزواج من زوجٍ صالح .. نِعْم الرجل .. خلق .. ودين .. وقيام ليل ..
لا تسألوني كيف عشت معه .. كأننا ننتظر بعضنا .. طوال هذه السنين .. الحمد لله مغير الأحوال .. من أمريكا .. وثقافة كل شيء .. إلى حفظ القرآن .. الحمد لله الذي أدْرَكنِي بِرحمته قبل فوات الأوان .
المصدر / كتاب الزمن القادم
لابد من السفر إلى بلاد الغربة .. فرحت بذلك فرحا عظيما .. سأعيش في أمريكا ، وفعلا تزوجت وذهبت إلى أمريكا وتمتَّعت بشهر العسل كما يقولون .. مرَّت الأيام حلوة وجميلة ..
شاهدت معظم المناطق في أمريكا .. لكن أيام الصفاء لم تدم طويلا .. كنا مهملين في كل شيء .. حتى أداء الصلاة .. الشيء الوحيد الذي كنا نحرص عليه .. أن يكون لدينا ثقافة عن كل شيء .. وبدأ الخلاف وزاد بيني وبين زوجي .. مما جعله يقضي معظم وقته خارج المنزل .. خاصة في الليل .
لم نرزق بأطفال تلك السنوات الثلاث .. وهذا ساعد على اتساع حدة الخلاف بيننا .. عندما عدنا لزيارة الوطن .. لاحظ أهلي الضعف والإرهاق عليّ .. قررت أن أصارح
والدتي بكل شيء .. بدورها نقلت الصورة كاملة إلى والدي .. طلَبْت الطلاق .. وبعد أخذٍ وردّ انتهت الأيام المزعجة ..
ومما زاد كراهيتي له .. طلباته عند الطلاق .. على الرغم من أنني سانَدْته في دراسته .. ودفعت له من مبالغ كانت معي .. بل إن مُرتَّبي كاملا ثلاث سنوات كان بيده ..
عُدْت لحياتي .. وكأنَّ ما مر بي حُلُم .. أو كابوسٌ مزعج .. مع بداية العام الدراسي الجامعي .. تقدمت إلى الجامعة .. وأبديت رغبةً في الانضمام إلى قسم اللغة الانجليزية .. ولكن شاء الله أن أقابل إحدى زميلاتي في المرحلة الثانوية ..
وبعد السلام الحار .. والسؤال الطويل .. أخبرتها أنني أحمل أوراقي للانضمام إلى قسم الانجليزية .. زميلتي لم يبقَ على تخرُّجها سوى عامٌ دراسي واحد .. وتدرس في قسم الدراسات الإسلامية .
من خلال وقفتنا البسيطة استطاعت أن تقنعني بالانضمام إلى قسم الدراسات الإسلامية .. وقالت : إن هناك ما يرضيك من النشاطات اللا منهجية .. من محاضرات وندوات وهذا الجانب اللا منهجي .. أعادني إلى مرحلة الطفولة حيث كنت أحب تلك النشاطات .
واتَّكَلْت على الله كما قالت : لا تترددي .. وبسرعة كبيرة لم أكن أتوقعها .. أصبحْتُ عضوةً نشطة في هذا القسم .. أصبحت أشارك في إعداد الندوات وفي ترتيبها .. كما أن المجموعة التي كنت معها يطغى عليها جانب المرح .. وهذا ما فقدته منذ ثلاث سنوات .
رجعت لي صحَّتي .. وعادت الحياة تدُبُّ في عيني .. لا وقت لديّ فأنا أُعِدُّ بحثا .. أو أراجع مقرراتي الدراسية .. وأحيانا أقوم بالتحضير لإلقاء محاضرة على زميلاتي لمدة عشر دقائق ..
أصبحت لديَّ همة كبيرة وعزيمة صادقة .. قررت مع مجموعة من زميلاتي .. أن نحفظ القرآن .. وبدأنا في حفظ القرآن .. وعكفت على كتب العقيدة والفقه ..
فسبحان الله عندما سافرت لأمريكا كنت أعتقد أنني في قمة السعادة .. ولكنني عرفت أن البعد عن الله ليس فيه سعادة مطلقاً .. امتدَّ نشاطي إلى بيتنا .. بدأت أختي تحفظ القرآن معي .. خصَّصت جزءاً من وقتي لكي اقرأ على والدتي ما يفيدها .. لا أذهب إلى زيارة أحد إلا ومعي مجموعة من الأشرطة الإسلامية .. لم أضع مناسبة دون فائدة .
تقدَّم لخطبتي الكثير .. كان أهمهم بالنسبة لي أخٌ لإحدى زميلاتي .. رفضْت وأخبرتها أنني عاهدت الله أن لا أتزوج حتى أحفظ القرآن كاملاً .. أنهيت دراستي الجامعية .. وعُيِّنت في مدرسة قريبة من منزلنا ..
واستمر نشاطي اللا منهجي في المدرسة .. وقد حفظت القرآن ولله الحمد .. وجاءتني زميلتي التي وعدتها بالزواج بعد حفظ القرآن .. وفعلاً تم الزواج من زوجٍ صالح .. نِعْم الرجل .. خلق .. ودين .. وقيام ليل ..
لا تسألوني كيف عشت معه .. كأننا ننتظر بعضنا .. طوال هذه السنين .. الحمد لله مغير الأحوال .. من أمريكا .. وثقافة كل شيء .. إلى حفظ القرآن .. الحمد لله الذي أدْرَكنِي بِرحمته قبل فوات الأوان .
المصدر / كتاب الزمن القادم